حتمية وجود الله >
وهم الإله (ج6)
وليم لين كريج
9/28/17 - ٥ دقيقة قراءة
هذه السلسلة هي سرد لمناظرة بين د.وليم لين كريج و د.ولبرت يتناقشون حول قضية هل الله وهم ؟
و تقسم كالاتي كلمة يقدمها دكتور وليم لين كريج ثم كلمة يقدمها د.ويلبيرد و بعدها تعليق من الأول ثم تعليق من الثاني ثم فتح باب النقاش بينهم
هذه المناظرة مقسمة لعدة أجزاء هذا هو الجزء السادس و هو تعليق دكتوركريج على تعليق دكتور ولبرت في الجزء السابق
منطقية افتراض وجود إله
د. وليام لين كريج
حسنًا، لقد كنت متحيرًا بشأن الملاحظة الأخيرة، أي أنك لكي تؤمن بوجود الله، عليك أن تكون ضد العلم الحديث والأدلة، ذلك لأن الدليل العلمي الوحيد الذي سمعناه في مناظرة الليلة كان هو الدليل الذي قدمته من أجل إثبات وجود الله. حسنًا، ماذا عن تلك الحجج التي قدمتها أنت لتثبت أن الإيمان بالله مجرد وهم؟ ونحن قد اتفقنا على أنها لا صلة لها بالموضوع باستثناء المغالطة الجينية التي تدور حول أصل الاعتقاد بوجود الله. لذلك، ماذا عن الحجة القائمة على غياب الدليل على وجود الله؟ لقد سبق وقلت إن غياب الدليل ليس دليلًا على عدم وجوده. وقد وصف د.ولبرت قولي هذا بأنه مجرد شعار. وبيت القصيد هو، أنه لكي تبرر اعتقادك بعدم وجود الله، يجب أن يكون لديك بعض الأدلة والمبررات لذلك. وإلا ، سيكون احتمال وجود الله قائمًا. وحتى لو فشلت كل الحجج المقدمة لأثبات وجود الله، فذلك ليس دليلًا على عدم وجوده... لذلك، لكي تعرض مايبرر الإلحاد- أي لكي تعتقد أن الإيمان بالله مجرد وهم- فأنت تحتاج أن تقدم بعض الحجج، لا أن تكتفي بنفي وجود أدله على وجود الله. ومع ذلك، فقد قدمت أدلة تثبت ذلك في مناظرة اليوم.
وماذا عن السؤال، " ما علة وجود الله؟" وفي حديثة الأخير، قال د. ولبرت، " يحتاج الكون إلى خالق، وبالتالي، يحتاج الله إلى خالق أيضًا"، فما علاقة هذا بذاك؟. لاعلاقة على وجه الإطلاق. وعليك أن تتذكر المقدمات المنطقية لحجتي: كل شئ له بداية وجود له علة وجود. ولايمكن أن يوجد شئ من لاشئ. ولكن لو كان الشئ أزلي أبدي، فلا تنطبق عليه هذه الفرضية - أي لايحتاج إلى علة وجود. ولقد أدرك ملحد مثل " دانيل دينيت"Daniel Dennett أنه لو كانت هناك مجموعة أبدية توجد على شكل أرقام أو كائنات رياضية ، فهي لاتحتاج إلى علة لوجودها، ذلك لأنها لاتوجد من الأساس، وليس هناك بداية لوجودها. ومفهوم الله، أنه الأبدي الأزلي الذاتي الوجود ، الحتمي الوجود، وبالتالي، تكون الإجابة: الله غير معلول، بل ذاتي الوجود. أي أنه علة ذاته.
لذلك، لم نسمع في مناظرة اليوم أية حجج دامغة تبرهن لنا أن الإيمان بالله مجرد وهم، وأنه معتقد زائف. وعلى الجانب الآخر، هل سمعنا حججًا دامغة تثبت وجود الله؟ حسنًا، أولًا، سبق وقلت أن الله هو أفضل تفسير لأصل الكون. وهنا يقول البروفيسور ولبرت، إننا لا نعرف من خلق الكون. أخشى أن طريق الهروب لن يؤدي بنا إلى نتيجة.كما أن النظرية التي برهنها كل من بورد Borde ، فيلينكن Vilenkinو جوث Guth، والتي تثبت بما لايدع مجالًا للشك، أن للكون بداية مطلقة في ماضٍ متناهٍ . وقد ظهر إلى الوجود من العدم – في زمان ومكان. وقد لجأت إلى العلم لتفسير هذه الحقيقة – أي أن هناك بداية للوجود. وتلك شهادة محايدة دقيقة يمكنك أن تجدها في كتب علم الفلك والفيزياء الفلكية. وبالطبع، فإن حجتي ليست ضد العلم كما يدعي البروفيسور ولبرت. بل على العكس من ذلك، فإن المسيحي الذي يؤمن أن للكون بداية، يجد نفسه متسقًا مع الاتجاهات العلمية السائدة. إنه الملحد هو من يحاول الدفاع عن كون أزلي، فيجد نفسه في وضع حرج، ومن ثم يلجأ إلى تلك االحيلة، أي إنكار نتائج الانفجار العظيم، علم الكون " الكوزمولجي" ونظرية بورد وفيلينكن وجوث. فإن وافقتني في قولي، إن ماله بداية وجود، له علة وجود. واتفقت معي على أن هناك أدلة تبرهن أن للكون بداية – وهذا ماحدث لي-كما لاتنس الحجج الفلسفية التي طرحتها، وهي بعيدة كل البعد عن البراهين العلميةـ فلقد عرضت حججي الفلسفية فيما يخص تناهي الماضي- أقول، إذا اتفقت معي على كل ما قلته هنا، فستوافقني أن هناك علة وجود للكون، وهي علة شخصية متسامية.
وماذا عن الضبط الدقيق للكون؟ يقول د. ولبرت أن هذا مجرد صدفة أو حظ عاثر. أعتقد أنه ليس على صواب، فالقضية ليست قضية احتمالية هنا. بل يتعلق الأمر بكونٍ يمكن العيش فيه. ولنعط تشبيها لنفهم الأمر: افترض أن " بوب" تلقى سيارة هدية عيد ميلاده، ورخصة السيارة تقول أنها تحمل أرقام CHT-4271. وبالطبع هناك ملايين من أرقام لوحات السيارات، ولايمكنك توقع مثل هذا الرقم ، ومن ثم ، لن يمثل له أية أهمية.وبفرض أن "بوب" ولِدَ في الثامن من شهر أغسطس عام 1949، وقد وجد أن تلك السيارة التي أهديت له في عيد ميلاده تحمل أرقام BOB-1949 ، فسيكون متبلد الحس لو أنه لم يبال بالأمر وقال" هذا أمر لايمكن تفسيره، وكل الأرقام متساوية من جهة عدم توقع حدوثها، لكن، لابد وأن يكون هناك رقم للسيارة"، فما الذي يجعل تلك الحالة مختلفة؟ إنها درجة عالية من عدم التوقع مضافًا إليها نمط افتراضي، يؤدي إلى ماأسماه واضعو نظرية التصميم " تعقيد محدد". وهذا يقودنا إلى حقيقة أن ذلك ليس وليد الصدفة، بل نتاج التصميم الدقيق. لذا، ومرة أخرى نقول: فإن الذي يؤمن بوجود الله يجد نفسه متسقًا مع العلم السائد. إذن، لست أنا من يعارض العلم السائد هذه الليلة، ولم أدعى أني أشك في نتائجه، وعلى النقيض من ذلك، أعتقد أن الاتجاه السائد في العلم يرى أن هناك مصمم للكون.
وأقول بكل أسف، أن الحجة الأخلاقية لم يتم تناولها في مناظرة اليوم. وأعتقد أنه لو كانت هناك قيم أخلاقية موضوعية، نحن بهذا نقر منطقيًا، بأن الله موجود.
أما بالنسبة لقيامة المسيح، فقد اعترف د. ولبرت أن هذا ليس مجال تخصصه، لكنه قال لايمكن الوثوق في هذا الأمر. لماذا؟ لقد اقتبست من العلماء المحدثين الذين قالوا: إن هناك إجماع بين مؤرخي العهد الجديد اليوم على أن القبر الفارغ، وظهوراته بعد مماته، والأساس الذي بُني عليه إيمان التلاميذ في شخص يسوع المسيح، لهي حقائق مقبولة عن يسوع التاريخي مثلها مثل صلبه. لذا أرى أني أتفق مع إجماع الغالبية العظمى من هؤلاء العلماء.
كما قال د.ولبرت: لماذا عليَّ أنا أؤمن بإلهك؟ حسنًا، فهو ليس إلهي. والسؤال يجب أن يكون، لماذا علينا أن نؤمن بالإله الذي أعلن عنه يسوع الناصري؟ وإجابتي هي، لأن يسوع قد ادعى أن هذا وحي من الله، وهو قد قام من بين الأموات مبرهنًا على صحة ادعائه.ولدينا أدلة قوية على ذلك.
وأخيرًا، وفيما يتعلق باختبار الله في حياة الإنسان، قال د. ولبرت، ماذا فعل يسوع منذ قيامته وطوال الألفي عام الماضية؟ وإني بدوري أعتقد أن الله يصنع عجبًا في هذا العالم. وليس لدي مايجعلني أعتقد أنه لايتدخل بشكل إعجازي في العالم، ولكني بنيت دليلي على تاريخية قيامة يسوع وعلى اختباري الشخصي لله - اختبرت عمله في حياتي ، وهذا كافٍ لكي أؤمن به. وبقدر ما أنه ليس لدي من الأسباب مايجعلني أعتقد أن ذلك الاعتقاد مجرد وهم أو أنه اعتقاد كاذب، ولي الحق، كل الحق أن أؤمن أن الله الذي اختبرته وعرفته، هو الإله الحقيقي.
لذلك، ولكل هذه الأسباب، أعتقد أن من يؤمن بالله الذي أعلن عنه يسوع الناصري، لهو في غاية التعقل. وحقيقة الأمر، وإني أتجرأ وأقول، إن رؤية المسيحية للعالم تفوق أية رؤية أخرى- أو أية فلسفة حياة يمكن أن تثير اهتمامك. ولهذا السبب، أجد نفسي مسيحيًا متحمسًا.
لقراءة الجزء: الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع، الثامن